إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
مسئولية الآباء تجاه الأبناء
2821 مشاهدة
مسئولية الآباء تجاه الأبناء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مسئولية الآباء عن أولادهم مسئولية كبيرة؛ وذلك لأن الأب أو ولي الأمر راعٍ على من استرعاه الله تعالى من أولاده وأهل بيته.
وإذا كان كذلك فلا بد أنه يُسأل عن هذه الرعية، والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته أي فالأب راعٍ، الرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسئول عن رعيته، يدخل في أهل بيته أولاده ذكورا وإناثا، كما يدخل أيضا نساؤه من زوجة وبنت وأخت ونحوهم ممن له ولاية عليهن، وإذا كان مسئولا عنهم فالذي يسأله هو الله، الله تعالى هو الذي يسأل كل راع عن رعيته.
والسؤال عن الرعاية لا بد أن يناقَش عنهم، يقال مثلا: هل ربيتهم تربية صالحة؟ هل راقبتهم عند التربية؟ هل علمتهم ما ينفعهم أو لم تعلمهم؟ هل أحسنت تعليمهم؟ هل أمرتهم بالخير؟ هل نهيتهم عن الشر؟ ونحو ذلك من الأسئلة.
وإذا كان كذلك فإن على ولي أمرهم أن يستعد، أن يعد للسؤال جوابا، وللجواب صوابا؛ حتى يخرج عن المسئولية، ويجيب جوابا صحيحا، هذا هو حق الوالد على ولده، على أولاده.
لا شك أن الوالدين جعل الله تعالى في قلوبهما رحمة، ورقة وشفقة على الأولاد، من حين يولد الطفل وأبواه يحبانه، وتتعلق به قلوبهما ويشفقان عليه، ويتألمان لألمه، ويضجران إذا ضجر، ويهمهما ما يهمه، ويسعى كل منهما في راحته، وهذه من رحمة الله تعالى بهؤلاء الأطفال أن جعل الله في قلوب الوالدين رحمة لهم.
فلو أن الولد إذا وُلد ألقاه أبواه من غير اهتمام به، ومن غير رقة ولا رحمة له لهلك.
فهو يحتاج في صغره إلى من يطعمه، وإلى من يسقيه، ومن ينظفه، ومن يربيه، ويحضنه، ويكسوه، ويحميه من الآفات، ويعالجه من الأمراض.
الوالدان يتولى كل منهما ما يخصه، فالأم تتولى إرضاعه وحمله، ونظافته، وغسل ثيابه، وإصلاح طعامه، وإصلاح شرابه، وفراشه، وما أشبه ذلك.
والأب يكدح، ويتعب في تحصيل القوت، وفي تحصيل الرزق الذي يؤمن له قوته وغذاءه، طعامه وشرابه وكسوته ومسكنه ومركبه وفراشه، وما إلى ذلك.
فيتعاون الأبوان على تربيته، وعلى إصلاح حالته، وعلى علاجه، وعلى تهيئته إلى أن يشب، وإلى أن يستغني بنفسه.
فإذا كان كذلك عرف حق أبويه، وأنه كبير، حيث اعتنى كل منهما بتربيته وإصلاحه وتهيئته، وتهيئة الطريق إلى أن يسلك طريقا سليما سويا، إلى أن يفعل ما يحتاج إليه، وإلى أن يعرف كيف يعبر هذه الحياة الدنيا.
وكذلك يلزمهما تربيته، وتعليمه بالعلم الشرعي، والعلم الصحيح الذي يكون به عارفا ما يلزمه، وعارفا ما ينفعه ويضره، وإذا كان كذلك فلا تكون عناية الوالد والوالدة بأمور حياته المعيشية، فإن في ذلك شيئا من الإهمال والإضاعة.
نعرف أن كل والد يحن على أولاده، يحن عليهم، شفقة من الضرر..، وكذلك أيضا شفقة من الآلام...